Duration 22:15

شرح الحلقة الخامسة والسادسة من مبحث : تكرار وفاة المهدي وولادته خلال عصر الغيبة الكبرى Tunisia

455 watched
0
19
Published 22 Mar 2022

بسم الله الرحمن الرحيم عرفنا فيما سبق معتقد الولي الصدر (ع) في وجود سلسلة الأئمة (ع) خلال عصر الغيبة الكبرى. والآن نورد دليل آخر من الموسوعة المهدوية على وجود تلك السلسلة العظيمة. حيث أشار له الاصلح العظيم السيد مُحَمَّدٌ الصدر عليه السلام في الموسوعة المهدوية / الجزء الثاني، ان غيبة الإمام المهدي (ع) تكون سبباً في نيله لكمال ما بعد العصمة. وأما أسباب الكمال فتتمثل بثلاثة امور، وهي بإختصار :- الاول :- الإلهام . الثاني :- ما يمر به القائد من مصاعب ومحن. فإنها توجب تصاعد كماله وترسخه. الثالث :- ما يقوم به القائد من أعمال وتضحيات في سبيل دعوته وخدمة دينه وربه، فانه يتكامل بذلك ويزداد في أفق وجوده العظيم ترسخاً وعمقا. [الموسوعة المهدوية ج2: ص532ط:التراث] . وقد طرح الولي الصدر (ع) تساؤلاً فقال: فإن قيل: بأنه يلزم من ذلك كون الامام المهدي (ع) خيراً من آبائه، وهو خلاف الادلة الدالة على ان الأئمة المعصومين من نور واحد، وأنهم متساوون في الفضل ليس فيهم أفضل سوى أمير المؤمنين (ع) وصي رسول اللّه (ص). قلنا: يمكن الجواب على ذلك بجوابين: [أنقل لكم جوابه الثاني] الجواب الثاني: انه لا يلزم مما قلناه افضلية المهدي (ع) على آبائه، خلافاً لما تخيله السائل، ولما قلناه في الجواب الأول. وذلك: لأن نفس تلك الروايات دلت على ان كل ما يحصل عليه امام متأخر من الكمال، يعطيه اللّه تعالى لكل الأئمة المتقدمين عليه ولرسول اللّه (ص) أيضاً وقد سبق أن سمعنا قول الإمام الباقر (ع) -في حديث- : أما أنه إذا كان ذلك عرض على رسول اللّه (ص) ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا...الى آخر كلامه الشريف… [الموسوعة المهدوية ج2 : ص539 ط:التراث]. اذن، فإن الائمة المعصومين (ع) ايضاً يتكاملون بكمال ما بعد العصمة مع الإمام المهدي (ع) خلال عصر الغيبة الكبرى. اذن، فهذا دليل على وجودهم معه. فإن قال قائل : أنه من الممكن ان يتكاملوا من دون الحاجة إلى وجودهم الدنيوي، بل إنهم يتكاملون في الوجود العالي النوراني. قلنا : يُجاب بجوابين : الاول : إنه لو كان كذلك، فهذا يشمل المهدي (ع) ايضاً، اذ من الممكن ان يتكامل في وجوده العالي من دون الحاجة لوجوده الدنيوي وعمره الطويل. فلماذا انحصر تكامل المهدي (ع) بشرط طول عمره ووجوده الدنيوي، بينما لم يكن ذلك الشرط مع آبائه الطاهرين عليهم السلام. الثاني : ان الولي الصدر (ع) قد ذكر أن الاسباب الثلاثة التي توجب الكمال للإمام المهدي (ع) كلها تقتضي وجوده حياً [ولو بتكرار الوفاة والولادة] وهي: ((الإلهام، والمصاعب والبلاءات، والتضحيات التي يقدمها)). اذن، نعرف ان الولي الصدر (ع) يقصد وجود سلسلة الأئمة ايضاً خلال عصر الغيبة الكبرى. وهذا المعنى قد ذكره صريحاً حين قال: «إذ لو كان أي عصر خالياً من سلسلة الائمة، وخالياً ايضاً من الإمام الطويل العمر، لزم بكل وضوح مخالفة اللطف والرحمة الالهية اللذين برهنا على ضرورتهما». [الموسوعة المهدوية : ج5 ص246]. وبهذا نعلم ان طول العمر يكون بتطبيق قاعدة اللطف التي تقتضي وجود ((سلسلة الأئمة + الإمام المهدي)) خلال عصر الغيبة الكبرى ويكون وجودهم تحت اطروحة خفاء العنوان الطبيعية بما في ذلك حصول الوفاة والولادة المتكررة وهكذا حتى يولد قبل الخروج من صلب الأصلح العظيم السيد مُحَمَّدٌ الصدر عليه السلام. وأما [طول عمر الشخص بلا وفاة] فهذا رأي الإمامية، لا رأي الولي الصدر والحمد للّٰه رب العالمين. تكرار وفاة المهدي وولادته خلال عصر الغيبة الكبرى الحلقة السادسة : دليل ولادة المهدي في آخر الزمان بعد وفاته وولادته المتكررة خلال الغيبة الكبرى. بسم الله الرحمن الرحيم بعد ان اطلعنا سابقاً على حصول الوفاة المتكررة للمهدي (ع) خلال عصر الغيبة الكبرى، من خلال إخبار القائد المصلح المقتدى (ع) لنا، حين قال عن إطروحة خفاء العنوان : «..حيث لابد من تسيير الأمور الطبيعية عليها وحتى الوفاة والسفر والمرض..» [خطبة الجمعة 93]، وقد أنكر الكثير هذا الكلام الصريح والواضح للمصلح الأمين، نأتي الآن الى ذكر خبر الولادة وبالإعتماد ايضاً على كلام الأسياد الأعلام من آل الصدر الكرام عليهم السلام، لكن بعد أن نقدّم مقدمة. فقد عرفنا سابقاً ومن كلام آل الصدر أن المعجزة الثانيّة في الإسلام بعد معجزة القرآن الكريم، هي معجزة القانون الإسلامي او الدستور الإسلامي الذي يطبّقه المهدي (ع) بعد ظهوره. ذلك الدستور الذي عبّر عنه الولي الصدر (ع) بـ((الإطروحة العادلة الكاملة)). وهذا ينبغي أن يكون مسلّماً بعد ما اوردنا من أدلة. وقد عرفنا ان هذا القانون يجب أن يكون كاملاً غير ناقص، ومستوعباً لجميع أفراد البشرية، وصالح لكل الأزمنة. وقد عرفنا ايضاً ان هذا القانون، قد كتبه الولي الصدر (ع) حيث قال: «وقد أعطينا من خلال هذا التخطيط تفسيراً كاملاً للبشرية بماضيها وحاضرها ومستقبلها الى حين فنائها» وهذا تصريح بأنه الكاتب للإطروحة العادلة الكاملة التي تمثّل الإسلام بدستوره وقانونه العادل. أما وجود المهدي (ع) وولادته، فقد ذكر الولي الصدر (ع) أنه يكون بعد كتابة هذا القانون الإعجازي الخالد، بل ولا معنى لوجود القائد المصلح المهدي قبل كتابة هذا القانون. حيث قال ما نصه: «..إذ لا معنى لوجود القائد قبل وجود القانون الذي يوكل إليه تطبيقه ... ((الى أن يقول)) : ومعه فيتعين أن يكون القائد موجوداً ومولوداً بعد نزول الأطروحة العادلة الكاملة..» [الموسوعة ج2 ص515]. اذن، فيتعين ان يكون المصلح العالمي المهدي (ع) موجوداً ومولوداً بعد وجود الولي الصدر (ع)، بإعتبار أنه (ع) الموجد للإطروحة. فإذا عرفنا أن كل صفات المصلح العالمي وأعماله إنطبقت على شخص الصدر المصلح المقتدى (ع)، اذن، فيتعين بالقطع واليقين أمرين :- الأول : ان الصدر المصلح المقتدى (ع) هو المهدي الموعود الذي يوكل اليه تطبيق الإطروحة العادلة الكاملة. الثاني : ان الصدر المصلح المقتدى (ع) مولود بعد كتابة هذا القانون العظيم الذي خطّه الأصلح العظيم السيد مُحَمَّدٌ الصدر (ع). #ملاحظة :- التكملة في التعليقات 👇👇👇

Category

Show more

Comments - 2